موائد يُحاصرُها الألم..قصيـــــدة نثرية..بقلم:د.عبد المجيد أحمد المحمود/سوريا

موائد يُحاصرُها الألم.

الليلُ لمْ يعدْ ماهرًا في اصطيادِ الرؤوسِ
يمرُّ طاعنَ السِّنِ حَزْنًا
منهكَ الأطرافِ
أضمُّهُ إلى صدرِ نيراني
يتحسحسُ للنُّهوضِ من عقبِ سيجارة
لكنَّ خدرًا أحمقَ يلوي عنقَهُ لينامَ في كفيَّ
و أظلُّ أنا مستيقظًا
معَ عتمةِ حُزْنِي
**************************************
أتبعثرُ هنا و هناكَ كحرفٍ تائِهِ الخطا
في وريقاتٍ كرسائلِ مُراهِقٍ بلا سفين
يُمزِّقُ نبضي رصاصٌ غريبُ الطَّعمِ
بلونِ الحبِّ و لونِ الكرهِ
يتناثرُ نبضي كياسمينةٍ منهكةِ القوى
على بابِ خريفٍ صليتِ الرِّياحِ
طحنَّا قمحَهُ عندَ المساءِ
و بالدِّماءِ لا بالماءِ عجنَّا الطَّحينَ
فلمْ يبقَ فينا عصافيرُ تعشقُ
أيَّ نغم
**************************************
نعمْ..من يشتري منِّي هذا الصَّباحَ؟
بلقمةِ نومٍ هنيٍّ
و من يمسِكُ عنِّي هذا البردَ الذي تغلغلَ
في عروقي كِسَفًا من سماءٍ
رماديَّةِ الهوى
لأنثرَ همسَ شغافي على دربِ بلدَتِنا القديم
حيثُ لازالَ يغفو هناكَ حمامٌ حميم
لم تستطعْ يدُ الشَّوكِ أنْ تمزِّقَ أعشاشَهُ الدافئاتِ
و لم يتسرَّبْ إليهِ
موتٌ بلونِ الهواءِ
**************************************

أضف تعليق