أرشيف التصنيف: مقالة أدبية
لعبة الفن.. بقلم: صلاح نجم/ مصر.
يجب عليك أن تستجمع قدرتك على التركيز، فالسؤال جد ملغز والأمر جد مدهش، إذ ماذا ستفعل إن أنت استيقظت ذات صباح فوجدت نفسك وأنت مازلت ممدا في سريرك وقد تحولت إلى حشرة عملاقة، أو أنك تحسست موضع أنفك فوجدت مكانه مساحة ملساء، أو أن يديك قد رفضت الإنصياع لأوامرك وخرجت عن طوعك، باختصار ماذا يحدث لك إن أنت استيقظت من نومك لتجد نفسك “في” كابوس بدلا من أن تستيقظ “من” كابوس؟! هذا بالضبط ماحدث لجريجور سامسا ـ الذي تحول إلى صرصار وحشي عملاق ذو ذيل مخاطي مقزز يلتصق به وهو يزحف على جدران حجرته وسقفها _في رواية التحول لكافكا، ولكوفاليف_ التعس الذي شردت منه أنفه، ومطاردتة له، ودهشته وهو يراه خارجا من منزل خاص مرتديا بدلة أنيقة مطرزة بالذهب ويركب عربة، وفشله في إقناعه بالعودة إلى مكانه باعتباره أنفه بل ورد عليه بصلف: “إنك مخطىء ياسيدى فأنا نفسي” _في قصة الأنف لجوجول، ولهومر سمبسون_ ذلك الذي أعلنت يداه تمردهما عليه بالقفز بإرادتهما الحرة، فيجلس عليهما خشية أن تفضحانه وتكشفان سره _في رواية يوم الجراد لناثانيل وست. إن هذه الشخصيات الثلاثة_ والتي يبدو جليا تعرضها لذات المأزق الوجودي العبثى _استيقظت لتجد نفسها في عالم الأحلام _الذي يكشف حقيقة الإنسان، وفيه يتعرف على نفسه وتتعرى ذاته_ بدلا من عالم اليقظة الكاذب!. إن لجوء الكتاب الثلاثة كافكا وجوجول وناثانيل للخيال بدلا من العقل، للحلم بدلا من اليقظة، يجب أن يقابله “قبول” فكرة التخيل، و”رفض” فكرة أن الحياة كاملةوأنها دائما منطقية ومعقولة، حتى يمكننا التسليم بأن رجلا قد يصحو من نومه فيجد نفسه صرصارا، أو أن بالإمكان أن تهرب منه أنفه أثناء نومه، أو أن يديه يمكنهما التمرد والعصيان. إن هؤلاء الكتاب مؤمنون بأن الحياة ناقصة، وأن هناك مايستحق التفتيش عنه وراء شكلها المعتاد٬ فاللامعقول عندهم يقوم بالأساس على اكتشاف المخبوء البعيد خلف عقولنا الواعية، والسعى لإرتياد العالم الأكثرعمقا وصدقا وجدة بدلا من ذلك العياني المعتاد الرتيب الزائف، عالم يتعرف فيه الإنسان على نفسه الحقيقية، ويتقابل فيه مع ذاته الحقيقية، فيتمكن من رؤية ماعجزت حواسه عن رؤيته٬ ومن ثم يتمكن من مواجهة إحباطاته والتغلب على عجزه وخوفه.
وتلك لعبة الفن…
تشابه عناوين المؤلَّفات وتطابقها بقلم: فلاح العيساوي/ العراق.
المجتمع العربي وإشكالية المفاهيم ..بقلم:سامية البحري/تونس
المجتمع العربي وإشكالية المفاهيم:
في القلب جوهرة أسميتها “صداقة”
الصداقة تنحت للفرد سبيلاً مضيئة
وتساعده على تخطي العثرات.
هي أحداق ملاك تسكب فيها وجعك وألمك فتمتصه
وترسل إليك بخيوط من نور .
تتسلقها فتطير بك بعيداً حيث الصفاء والنقاء.
الصداقة آذان لا تعرف الكلل وهي تصغي إلى أوجاعك.
وإذا سكبت فيها أسرارك تطوقها بأسوار من فولاذ.
الصداقة بلسم يشفي روحك إذا اعتلت.
ومقل تخيط جرحك بأهدابها فيتوقف النزيف.
والصداقة أس كل المفاهيم السامية
والقيم الإنسانية.
فإن تحققت، هطلت كل المعاني التي
تجعل من الإنسان إنسانا.
فالحب والرحمة والعطف والتضامن
كلها تخرج من رحم هذا المصطلح.
كما أن مصطلح الصداقة يحمل في جوفه شرطه الذي يتحقق به وهو
الصدق.
فإذا غاب هذا الشرط الضروري كضرورة الماء والهواء، سقط مفهوم الصداقة في كليته.
فانظر إلى حياتك كيف تكون؟
لو كانت تدور في هذا المعادلات الممكنة:
*المؤسسة الأولى : الأسرة
الأب = صديق
الأم =صديقة
وهكذا يكون الأخ وتكون الأخت
*المؤسسة الثانية: المدرسة
المعلم = صديق
الرفيق = صديق
*المؤسسة الثالثة:العمل
صاحب حرفتك = صديق
رئيسك في العمل = صديق
* المؤسسة الرابعة: الزواج
الزوج = صديق
الزوجة = صديقة
وهكذا يكون الابن وتكون البنت
هذه المعادلات الممكنة قادرة على تخليص المجتمع العربي من الصراعات الداخلية والعنف المفضي
إلى القضاء على كل أشكال المدنية.
أيها العربي :
إن أزمتنا الحقيقية هي أزمة مفاهيم ويؤسفنا أن نقر ذلك لأن الحضارة العربية تأسست على القيم الأخلاقية والمعرفية والعلمية والفنية والأدبية.
ودستورنا المقدس “القرآن ” نص على هذه المفاهيم ودعا إليها.
وقد كان فيه خير قدوة من قصص الأنبياء والمرسلين.
فكيف تدحرجنا إلى الحضيض؟؟
قضيتنا النائمة في مقام سيدنا الولي..بقلم:محمد الشطوى/مصر
قضيتنا النائمة في مقام سيدنا الولي
طائرنا دائمًا عاجزاً وطائرهم دائمًا محلق ..
لماذا؟ ..
لأن طائرنا يعتمد على هواء أفواهنا الفارغة وعلى صدى حناجرنا الأشد فراغاً..
أجنحة طائرهم من صلب،وقوته من نتاج علم وفكر وتخطيط ،أما طائرنا المضحك المبكي فأجنحته من كبسة الخليج ومقلوبة فلسطين وملوخية مصر وكسكسي شمال إفريقيا…ولا تنسوا فتة السودان ، وفتوش الشام، وقات اليمن.
وهكذا ضاعت القضية برمتها، ومعها الشعوب بعظمة جهلها بقوتها وحضارتها.
طيَّـرَ كرامب طائر سعده ،فرأينا فيه طائر شؤمه..ومع علمنا ويقيننا بأنه ( لا طائرة ولاهامة)
ولكن في القضية( حهاد ونية)
فياقوم- كبارًا وصغاراً. رجالًا ونساءاً، محبين وكارهين – فتشوا عن النوايا هنا وهناك.
القضية ليست كما تظنون في عربة كاديلاك..القضية نائمة في مقام سيدنا الولي.
إناث ولكن..مقالةأدبية..بقلم:لبنى شعبان
إناث ولكن!
من منّا تقضي معظم وقتها أمام رفوف الكتب المتراصة في المتاجر والمكتبات العامة محتارةً بين المواضيع وأسماء المؤلفين تماماً كالمدّة التي تقضيها أمام واجهات محال الألبسة الجاهزة وأدوات الزينة والمجوهرات؟
أكثرنا معشر النساء لا نتوانى عن إعلان غضبنا وحنقنا على هذا القدر الذي خلقنا إناثاً أمام رجالنا. دون أن نصدق في أي كلمةٍ نطقناها. نحن نتشكى وننعى قلّة أخذنا على محمل الجد من قبل ذكور عصرنا. نتململ عدم تحملهم لمسؤولية وعودهم أو لعدم تعاملهم معنا باحترام ومهنية كاملة.
لكن وبالمقابل ولنرمي بالميكروفون جانباً، فهذا الحديث غير مخصص لوسائل الإعلام. ولاهو مكرّس لجلد الذات. هو لا يتعدى كونه محاولةً لنقل صورةٍ تجريدية عن الواقع دون أي فوتوشوب، أو تحوير أو عمليات حق للبوتوكس.
هل قامت أيٌ منّا بجرد عدد السّاعات والدقائق التي تقضيها أسبوعياً أمام مرآتها في تصفيف خصلات شعرها. وتقفي خطوط الشّيب البيضاء فيه؟ أو في البحث عن لون الصباغ الذي سيجعله أكثر تحدياً مقروناً بتسريحة مستفزةٍ ومثيرة للجدل للدلالة على تغيير جذري من نوعٍ ما؟ كم من الثواني قضينا في تتبع ولادة أول التجاعيد الدقيقة واستنفرنا معها سعينا الحثيث لحاربتها مهما كلّفنا ذلك من ثمن؟
كم من أحلامٍ سرقتنا في البحث عن ملابس بألوانٍ تبرز بشرتنا وكأننا بُعثنا للتو من نبع شبابٍ دائم؟ وكم حرصنا على أن تبرز قدّنا وكأننا آلهةً إغريقية أفلتت من آلةٍ من آلات الزمن؟
كم هو الزمن الذي نقضيه فعلياً في تنمية عقولنا وأرواحنا وقدراتنا المهنيّة في القراءة والبحث والتدريب؟
وهل في هذا الزمن الغريب يتوجب على الأنثى أن ترمي بأنوثتها عرض الحائط ثمناً لإثبات قدراتها وطاقاتها العقلية؟ أم لأننا وُلدنا في عهدٍ غريب محكومٍ بغالبيةٍ من الذكور لا الرجال. والذكور لا يفقهون الفرق بين الاثنين.
الأوفر حظًّا . نصّ نثري ..بقلم:محمد المسلاتى/ليبيا
محظوظة الأمكنة التي تتلقفكِ منذ الصباح حتى آخر الليل. .
محظوظ الفراش الذي ينفسح لجسدكِ ، ويغفو على طراوته كي ينام . .
محظوظة أحلام تتنزه في حدائق مناماتك ، مسيّجة بارتعاشات جفونكِ . .
محظوظ الهواء حين يتعطر بأنفاسكِ ، ويثمل بأريجكِ . .
محظوظ الكلام عندمايتهيء مصطفًا في انتظار تراتيل نبراتكِ ..
محظوظ النبض المتموسق مع إيقاعات قلبكِ يعزف سمفونية الحياة . .
محظوظة أواني المطبخ في استكانتها لأنامل يديكِ ، منتشية بنعومة ملمسها ..
محظوظة كلّ ليلة يغازلك قمرها بضوئها خلسة، وتستعيرنجومها بعضًا من ألق عينيكِ ..
محظوظ عطر يستنشقكِ بشراهة عبقه عند انسكابه ليضوع متخللًا مساماتك متوغلًا في تفاصيل اللحظات ، ويشي بكِ حين الغياب . فتصيرين أنتِ عطرالأمكنة حيثما تكونين ،
محظوظة فساتينك المتسابقة على مشاجبها في انتظار أيٍّ منها يفوز برقصةحفل تتويج قوامك الأجمل بين الأنيقات . .
محظوظ ظلكِ الذي يتعقبكِ ، يدور حولكِ مع شموس النهارات ، وينكسر انحناءً لكِ أينما اتجهت..
محظوظة أوقات تضبط عقارب ساعاتها على تواتر زمانكِ ..
محظوظة الأرض في دورانها وهي تراقصكِ ابتهاجًا ، واحتفاءً بانبلاج النهارات المضيئة حينما تتطلين . .
محظوظة الصباحات المشرقة بشمس ابتساماتك المتناثر بللورها عند موانئ شفتيكِ ..
محظوظة المواسم المنتشية بعبوركِ البهي على مدارات فصولها المتعاقبة . .
محظوظة شتاءات مكتظة بغيومها تستجدي دفء وهجكِ .
محظوظ المطر المنهمر بقطرات شفافة استعارها من صفائك اللامتناهي . .
يا غزالتي البريّةالراكضة في صحراء القلب ، لكِ تنفتح جميع المساحات ، وتمتد المسافات
وتخضرّ حقول ، وتزهر بساتين ، وتتزين من أجلكِ أسراب الفراشات..
أعترف بأن كل الأشياء التي حولكِ محظوظة، وجميع التفاصيل التي تحتويكِ محظوظة إلى حد الجنون ، لكنني أدرك في الوقت نفسه بأنني الأوفر منها حظًّا ، والأكثر جنونًا ، لأنكِ ، لأنكِ حبيبتي .